إيفون بجاني.. شابة لبنانية تحمل حلم جيلها تناشد العالم من أجل العدالة والبيئة
إيفون بجاني.. شابة لبنانية تحمل حلم جيلها تناشد العالم من أجل العدالة والبيئة
من حلمٍ طالما راودها بالوقوف على منصة دولية، وجدت إيفون بجاني، الشابة اللبنانية الطموحة، نفسها تخاطب العالم، حاملةً على كتفيها تطلعات شباب وطنها المثقل بالأزمات، وأوجاعه التي لا تُرى أحيانًا إلا في ملامح أبنائه. في كلماتها، اجتمع الأمل بالمسؤولية، والرغبة في التغيير بالإيمان العميق بقوة الكلمة والدبلوماسية.
وعلى هامش المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية الذي استضافته مدينة إشبيلية الإسبانية، تحدّثت إيفون وفقاً لموقع "أخبار الأمم المتحدة" بروح يغمرها الامتنان لما اكتسبته من هذه التجربة: "لقد كنت محظوظة، واستفدت كثيرًا من خلال مشاركتي في المؤتمر، أنا سعيدة لأنني اكتشفت وتعلمت من مشاركين من دول مختلفة، وبدأت أطوّر أفكاري".
تطمح إيفون بعد عودتها إلى لبنان أن تنقل هذه المعرفة والخبرة إلى الأطفال والشباب في مجتمعها المحلي، أن تحدث فرقًا حقيقيًا بأن تفتح أمامهم نافذةً على العالم، ليُدركوا أنهم ليسوا معزولين، وأن في مقدورهم أن يكونوا صانعي تغيير، مهما صعبت الظروف.
الدبلوماسية.. شريان أمل
تؤمن إيفون بأن في قلب الفوضى يكمن دور الدبلوماسية جسراً بين الأمم، وأداة لصناعة الأمل، قائلة: "نعيش في زمن بالغ الأهمية، ويجب على العالم أن يعي أن الدبلوماسيين يعملون بلا كلل يوميًا من أجل إرساء الأمن والسلام، ويواصلون حواراتهم لإثبات أهمية كل دولة في هذا المشهد، ويُجسد هذا المؤتمر هذه النظرة خاصة في جوانبها الاقتصادية".
بالنسبة لها، الحوار ليس رفاهية بل حاجة إنسانية عاجلة، قادرة على تقريب المسافات وتضميد جراح الشعوب.
لكن حضور إيفون في مؤتمر معني بتمويل التنمية لم يكن مجرد احتفاء بالأمل، بل كان أيضًا تذكيرًا قاسيًا بواقعٍ لا يزال فيه ملايين البشر يموتون جوعًا أو يُشردون بفعل الحروب.
بكلمات صادقة، أضاءت هذه المأساة: "وجودنا في هذا المؤتمر اليوم لا يقتصر على الكلام والمناقشة؛ بل هو التزام حقيقي بمستقبل أكثر إشراقًا لأطفالنا، مستقبل يسمح لهم بأن يحلموا، يخترعوا ويبتكروا، لكن في الوقت نفسه لا يمكننا أن ننسى ما يجري اليوم، حيث يموت الناس بسبب المجاعة والصراعات، واجبنا أن نستمر في الحديث عنهم بلا توقف، وجودنا في بلدٍ آمن كإسبانيا لا يعفينا من مسؤوليتنا تجاه من لا يجدون الأمان".
بهذا، جمعت إيفون بين الإيمان بالمستقبل وصدق الالتفات إلى الجراح المفتوحة حول العالم.
من أجل البيئة والتضامن
ولم تغفل إيفون في حديثها عن أهمية القضايا البيئية التي تهدد كوكبنا المشترك، مشددةً على أن المؤتمر منصة للتفكير في حلول شاملة ومستدامة لهذه التحديات.
وفي ختام رسالتها، عبّرت عن رؤيتها لعالمٍ أكثر عدلاً: "نحن هنا لنتعلم من الشعوب المختلفة ونبني معهم اتفاقات جديدة، بروح الأمم المتحدة التي تؤمن بالتضامن والعيش في سلام على كرة أرضية واحدة تجمعنا، مهما اختلفت لغاتنا وألواننا".
عُقد المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية في إشبيلية بإسبانيا، بمشاركة قادة، وخبراء، وممثلين عن الشباب من مختلف دول العالم. ناقش المؤتمر قضايا التنمية المستدامة، التمويل العادل، حماية البيئة، وتقليص الفجوات الاقتصادية بين الدول.
مشاركة الشباب كإيفون بجاني تعبّر عن التزام الأمم المتحدة بإعطاء صوت للأجيال الشابة، باعتبارهم ليسوا مجرد مستفيدين من السياسات، بل شركاء حقيقيون في رسم مستقبل أكثر استدامة وعدلاً وإنسانية.